المواضيع الأخيرة
بحـث
تزاوج العلم والفن في معرض لوتشيا كوفي
صفحة 1 من اصل 1
تزاوج العلم والفن في معرض لوتشيا كوفي
تزاوج العلم والفن في معرض لوتشيا كوفي
يعتقد البعض أن العلم والفن قضيبان لا يلتقيان ويستندون في ذلك إلي وجود عدة فروق بين العلم - الذي يمثل جمعا منظما ومثبتا بالبراهين العملية والأدلة لمختلف الأبحاث المادية التي تدرس ميادين محددة في هذا العالم - والفن - الذي يعد إنتاجاً جمالياً ينتجه الإنسان الواعي ويضيفه إلي الطبيعة - وتتمثل هذه الفروق كما يستعرضها الدكتور سامي الشيخ محمد - مدرس فلسفة في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بكلية الآداب بجامعة حلب - في وجود فرق في أداة المعرفة. فالأداة التي يعتمد عليها العلم هي العقل. وهو واحد لدي جميع البشر. وموضع اتفاق في النتائج التي يتوصل إليها. فينظر إلي الظواهر من الخارج ويسعي إلي اكتشاف الروابط والعلاقات فيما بينها. بغية التوصل إلي وضع الفرضيات وصياغة النظريات وصولاً إلي القوانين العلمية اليقينية العامة. والثابتة نسبيا.
بينما الأداة التي يعتمد عليها الفن هي الوجدان. وهو ليس واحدا لدي البشر. مما يجعل النتاجات الفنية موضع اختلاف تبعاً لذوق المتلقي لها.
كما يري بعض المفكرين وجود فرق في الغايات والأهداف. فغاية العلم وهدفه المنفعة والمعرفة والتعميم. والتوصل إلي قوانين عامة وثابتة نسبيا. بينما غاية الفن الخلق الفني للواقع والبحث عن الجمال. والتخصيص. كما أن هناك فرقاً في النظرة والمنهج. نظرة العلم ومنهجه في التعامل مع الأشياء تبدأ من انطباع حسي مباشر للأشياء علي الحواس. وتنتهي باستخلاص النظريات والقوانين من المعطيات الحسية الأولية. بعد خضوعها للاختبار والتجريب. بينما نظرة الفن لعالم الوجود. نظرة ذاتية مباشرة تعتمد علي الحدس المباشر.
وهناك أيضاً فرق في اللغة. اللغة التي يستخدمها العلم هي المصطلحات التي تحمل معني واحدا وتدل عليه في أي مكان من العالم. وهي غير قابلة للتأويل والاجتهاد. بينما لغة الفن تنطوي علي معان عديدة. وهي قابلة للتأويل بألف معني ومعني كما يقال. من ناحية أخري هناك فرق بين طبيعة المصطلح العلمي واللغة الفنية. فالمصطلح العلمي من طبيعة كمية أما اللغة الفنية فمن طبيعة كيفية.
وهناك فرق آخر في معيار الصدق. معيار الصدق في العلم خارجي قابل للقياس الموضوعي. أما في الفن فمعيار الصدق داخلي باطني. وغير قابل للقياس الموضوعي لكونه من طبيعة ذاتية فمعيار الصدق فيه معيار ذاتي. وأقرب إلي الاستنارة وإيقاظ البصيرة منه إلي احتمالات التطبيق العملي المباشر. ويوجد فرق في الوضوح والشمول والثبات: العلم معرفة جلية. لها ثبات وشمول. تصل إلي أكبر عدد من الناس بسهولة ووضوح يتعدي الإنكار والتشكيك والتناقض. وتضئ مساحات واسعة من وعي الناس بشكل ثابت ومستمر يترجم إلي فائدة عملية. بينما الفن يحقق ومضات رؤية خاطفة. قد تخترق أبعد مما يحققه السير الأبطأ للعلم وبصور أكثر إبهارا.. ولكنها ومضات خاطفة سرعان ما تنطفئ.
ومن هذه الفروق أيضا فرق في زمن الإنجاز والجهد. حيث إن العلم عملية بطيئة نسبيا وجهد كبير ومثابر ومتصل. يتعدي طاقة الإنسان الفرد في عمره الزمني المحدود. بينما الفن يعتمد علي الومضة الخاطفة القصيرة زمنيا. ويعتمد علي نشاط الفرد الفنان.
ومن ناحية أخري يري البعض أن العلم والفن يتناغمان في ملحمة واحدة تثري الحياة الإنسانية ويضربون الأمثلة علي ذلك بأن أولي الأفكار والتصورات العلمية قد انعكست في الملاحم الشعرية الأولي. وهو ما يتجلي في ملحمة جلجامش السومرية وفي الكثير من ملاحم بلاد الرافدين الأخري. وما سطره أيضا شاعر اليونان الأول. الذي جسد علوم اليونانيين القدامي في ملحمتيه الخالدتين الإلياذة والأوديسا. كما أن رواداً أوائل في علم النفس "مثل يونج وفرويد" استشهدوا بالفن بشكل فعلي وحيوي في صياغة نظرياتهم عن النفس الإنسانية ورغم أن هذا النهج قد تضاءل كما يبدو مع مرور الزمن. فإن التيارات الحديثة والاتجاهات المعاصرة استعادت هذا المزج بشكل واسع في مجالات مختلفة علي نحو يجمع بين الفن والتكنولوجيا وكذلك بين العلوم والتعبير. وهو ما أكد عليه معرض صور من عالم النانو للفنانة لوتشيا كوفي.
معرض صور من عالم النانو للفنانة لوتشيا كوفي
إن معرض صور من عالم النانو هو معرض فريد يمزج بين التصوير الإبداعي الذي يتسم بمعايير الجمال والعلم بجوانبه الجامدة.فقد استطاعت المصورة لوتشيا كوفي الدخول إلي ما هو خفي. وإن كان حقيقيا والتمعن في رقائق دقيقة من مادة لم يسبق لأحد أن رآها. واستكشاف مادة أبعادها المحضة يصعب إدراكها فقد استطاعت التقاط صور لعالم النانو ذلك العالم الذي تبلغ مقاييس الأشياء فيه قليلا من النانومترات. أي واحد علي بليون من المتر. والنانومتر هو تقريبا المسافة التي تشغلها عشر ذرات هيدروجين في صف أو يشغلها جزيء صغير ومثل هذه المسافة يصعب أن تقارن بالحجم المميز للأجسام في عالمنا. واضعين في الاعتبار مثلا أن علامة الوقف في نهاية هذه الجملة عرضها مليون نانومتر. وعالم النانو لا يمكن تصويره بكاميرا. ولا يمكن أن يشاهد حتي بأقوي المجاهر البصرية ولأول مرة تعرض مثل هذه الصور للجمهور فعادة ما تظل مقصورة علي معامل البحث وفوق مكاتب العلماء. والصور عبارة عن لقطات ساكنة وبمضي الوقت تجمعت معا من أطر مختلفة. وهي ما يمكننا أن ننظر إليها بفضل وساطة الآلات وبعض هذه الصور يمثل أحداثا غير عادية. أو نتائج بارزة تتصدر أنباؤها أغلفة المجلات العلمية. وصور أخري نقلت من البحث العلمي. وكل هذه الصور تبين خلفية تشابكها العلماء ومشهدا يختلف تماما عما يمكننا أن نراه.. وتقول لوتشيا كوفي عن هذا العمل إن الطرافة الكبري في هذا العمل أن الكاميرا عديمة الفائدة. فلا يوجد عدسات نستعين بها. وكل لقطة هي نتيجة عملية بحث. وتضيف أن دافعها في هذا العمل هو الفضول فلقد أرادت أن تعرف وتفهم بدافع التحمس من أجل تفاصيل المادة مبهورة بفكرة الدخول إلي الأبعاد المجهولة والمجال غير المستكشف.
يعتقد البعض أن العلم والفن قضيبان لا يلتقيان ويستندون في ذلك إلي وجود عدة فروق بين العلم - الذي يمثل جمعا منظما ومثبتا بالبراهين العملية والأدلة لمختلف الأبحاث المادية التي تدرس ميادين محددة في هذا العالم - والفن - الذي يعد إنتاجاً جمالياً ينتجه الإنسان الواعي ويضيفه إلي الطبيعة - وتتمثل هذه الفروق كما يستعرضها الدكتور سامي الشيخ محمد - مدرس فلسفة في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بكلية الآداب بجامعة حلب - في وجود فرق في أداة المعرفة. فالأداة التي يعتمد عليها العلم هي العقل. وهو واحد لدي جميع البشر. وموضع اتفاق في النتائج التي يتوصل إليها. فينظر إلي الظواهر من الخارج ويسعي إلي اكتشاف الروابط والعلاقات فيما بينها. بغية التوصل إلي وضع الفرضيات وصياغة النظريات وصولاً إلي القوانين العلمية اليقينية العامة. والثابتة نسبيا.
بينما الأداة التي يعتمد عليها الفن هي الوجدان. وهو ليس واحدا لدي البشر. مما يجعل النتاجات الفنية موضع اختلاف تبعاً لذوق المتلقي لها.
كما يري بعض المفكرين وجود فرق في الغايات والأهداف. فغاية العلم وهدفه المنفعة والمعرفة والتعميم. والتوصل إلي قوانين عامة وثابتة نسبيا. بينما غاية الفن الخلق الفني للواقع والبحث عن الجمال. والتخصيص. كما أن هناك فرقاً في النظرة والمنهج. نظرة العلم ومنهجه في التعامل مع الأشياء تبدأ من انطباع حسي مباشر للأشياء علي الحواس. وتنتهي باستخلاص النظريات والقوانين من المعطيات الحسية الأولية. بعد خضوعها للاختبار والتجريب. بينما نظرة الفن لعالم الوجود. نظرة ذاتية مباشرة تعتمد علي الحدس المباشر.
وهناك أيضاً فرق في اللغة. اللغة التي يستخدمها العلم هي المصطلحات التي تحمل معني واحدا وتدل عليه في أي مكان من العالم. وهي غير قابلة للتأويل والاجتهاد. بينما لغة الفن تنطوي علي معان عديدة. وهي قابلة للتأويل بألف معني ومعني كما يقال. من ناحية أخري هناك فرق بين طبيعة المصطلح العلمي واللغة الفنية. فالمصطلح العلمي من طبيعة كمية أما اللغة الفنية فمن طبيعة كيفية.
وهناك فرق آخر في معيار الصدق. معيار الصدق في العلم خارجي قابل للقياس الموضوعي. أما في الفن فمعيار الصدق داخلي باطني. وغير قابل للقياس الموضوعي لكونه من طبيعة ذاتية فمعيار الصدق فيه معيار ذاتي. وأقرب إلي الاستنارة وإيقاظ البصيرة منه إلي احتمالات التطبيق العملي المباشر. ويوجد فرق في الوضوح والشمول والثبات: العلم معرفة جلية. لها ثبات وشمول. تصل إلي أكبر عدد من الناس بسهولة ووضوح يتعدي الإنكار والتشكيك والتناقض. وتضئ مساحات واسعة من وعي الناس بشكل ثابت ومستمر يترجم إلي فائدة عملية. بينما الفن يحقق ومضات رؤية خاطفة. قد تخترق أبعد مما يحققه السير الأبطأ للعلم وبصور أكثر إبهارا.. ولكنها ومضات خاطفة سرعان ما تنطفئ.
ومن هذه الفروق أيضا فرق في زمن الإنجاز والجهد. حيث إن العلم عملية بطيئة نسبيا وجهد كبير ومثابر ومتصل. يتعدي طاقة الإنسان الفرد في عمره الزمني المحدود. بينما الفن يعتمد علي الومضة الخاطفة القصيرة زمنيا. ويعتمد علي نشاط الفرد الفنان.
ومن ناحية أخري يري البعض أن العلم والفن يتناغمان في ملحمة واحدة تثري الحياة الإنسانية ويضربون الأمثلة علي ذلك بأن أولي الأفكار والتصورات العلمية قد انعكست في الملاحم الشعرية الأولي. وهو ما يتجلي في ملحمة جلجامش السومرية وفي الكثير من ملاحم بلاد الرافدين الأخري. وما سطره أيضا شاعر اليونان الأول. الذي جسد علوم اليونانيين القدامي في ملحمتيه الخالدتين الإلياذة والأوديسا. كما أن رواداً أوائل في علم النفس "مثل يونج وفرويد" استشهدوا بالفن بشكل فعلي وحيوي في صياغة نظرياتهم عن النفس الإنسانية ورغم أن هذا النهج قد تضاءل كما يبدو مع مرور الزمن. فإن التيارات الحديثة والاتجاهات المعاصرة استعادت هذا المزج بشكل واسع في مجالات مختلفة علي نحو يجمع بين الفن والتكنولوجيا وكذلك بين العلوم والتعبير. وهو ما أكد عليه معرض صور من عالم النانو للفنانة لوتشيا كوفي.
معرض صور من عالم النانو للفنانة لوتشيا كوفي
إن معرض صور من عالم النانو هو معرض فريد يمزج بين التصوير الإبداعي الذي يتسم بمعايير الجمال والعلم بجوانبه الجامدة.فقد استطاعت المصورة لوتشيا كوفي الدخول إلي ما هو خفي. وإن كان حقيقيا والتمعن في رقائق دقيقة من مادة لم يسبق لأحد أن رآها. واستكشاف مادة أبعادها المحضة يصعب إدراكها فقد استطاعت التقاط صور لعالم النانو ذلك العالم الذي تبلغ مقاييس الأشياء فيه قليلا من النانومترات. أي واحد علي بليون من المتر. والنانومتر هو تقريبا المسافة التي تشغلها عشر ذرات هيدروجين في صف أو يشغلها جزيء صغير ومثل هذه المسافة يصعب أن تقارن بالحجم المميز للأجسام في عالمنا. واضعين في الاعتبار مثلا أن علامة الوقف في نهاية هذه الجملة عرضها مليون نانومتر. وعالم النانو لا يمكن تصويره بكاميرا. ولا يمكن أن يشاهد حتي بأقوي المجاهر البصرية ولأول مرة تعرض مثل هذه الصور للجمهور فعادة ما تظل مقصورة علي معامل البحث وفوق مكاتب العلماء. والصور عبارة عن لقطات ساكنة وبمضي الوقت تجمعت معا من أطر مختلفة. وهي ما يمكننا أن ننظر إليها بفضل وساطة الآلات وبعض هذه الصور يمثل أحداثا غير عادية. أو نتائج بارزة تتصدر أنباؤها أغلفة المجلات العلمية. وصور أخري نقلت من البحث العلمي. وكل هذه الصور تبين خلفية تشابكها العلماء ومشهدا يختلف تماما عما يمكننا أن نراه.. وتقول لوتشيا كوفي عن هذا العمل إن الطرافة الكبري في هذا العمل أن الكاميرا عديمة الفائدة. فلا يوجد عدسات نستعين بها. وكل لقطة هي نتيجة عملية بحث. وتضيف أن دافعها في هذا العمل هو الفضول فلقد أرادت أن تعرف وتفهم بدافع التحمس من أجل تفاصيل المادة مبهورة بفكرة الدخول إلي الأبعاد المجهولة والمجال غير المستكشف.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 30, 2014 3:55 pm من طرف مسوق طبى
» البحت عن مفقود
الجمعة نوفمبر 22, 2013 4:02 pm من طرف fadiali
» الله الله في مصـــــــر .... أيها الأقباط ... أيها المسلمون
الأربعاء أكتوبر 26, 2011 9:08 pm من طرف خليفة عزيز
» ماذا قدمت ...؟
الأربعاء أكتوبر 26, 2011 9:02 pm من طرف خليفة عزيز
» amino acids - dr . rahseed 2009
السبت أكتوبر 08, 2011 3:20 am من طرف ناصرة الاسلام
» carbohydrate د / رشيد 2009
السبت أكتوبر 08, 2011 3:08 am من طرف ناصرة الاسلام
» rasheeeed in bio - introduction - 2009
السبت أكتوبر 08, 2011 3:05 am من طرف ناصرة الاسلام
» محاضرات دكتور مرعى 2011
السبت أكتوبر 08, 2011 2:51 am من طرف ناصرة الاسلام
» para د / موسى
السبت أكتوبر 08, 2011 2:49 am من طرف ناصرة الاسلام